A+ A-

مؤتمر مكافحة الإرهاب بالمدينة المنورة يدعو لإعادة النظر بالمناهج الدينية والتاريخية

جدة - 23 - 4 (كونا) -- دعا المشاركون في المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب الذي عقد في المدينة المنورة اليوم بإعادة النظر في أهداف ومناهج تدريس المواد الدينية والتاريخية في مراحل التعليم المختلفة بالدول العربية والإسلامية.
وطالب المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر بأن تكون تلك المواد "أكثر تأثيرا في إبراز وسطية الإسلام وتفاعلا مع قضايا أمتنا العربية والإسلامية المعاصرة وتوازنا في التدريس والتعليم بين ثقافة الذاكرة وثقافة التفكير والإبداع".
وحثوا وزارات التربية والتعليم على تربية الطلاب وتدريبهم على "عدم القبول والتسليم المطلق بكل ما يقال أو يكتب في أوساطهم عبر الوسائل التكنولوجية المعاصرة حتى لا يكونوا عرضة للأفكار المنحرفة وما تثيره من شبهات".
ودعا البيان الختامي إلى إنشاء مركز بحثي متميز لدراسات (المناصحة الفكرية) يكون مقره الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ومراكز "رعاية أولية" للمعالجة الفكرية في كل المدن العربية والإسلامية تهتم بتقديم الاستشارات الفكرية للأسر وتقديم برامج عملية فكرية وقائية ضد الغلو والأفكار المنحرفة.
كما دعا المؤسسات المعنية في الدول العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع المدني فيها إلى العمل على إنشاء مراكز تتولى وضع برامج مدروسة لإعادة تأهيل المنحرفين والجناة الذين يخرجون من السجون بعد قضاء محكومياتهم تحقق لهم الرعاية الفكرية والصحية والاجتماعية لإشعارهم بالاستقرار والسلام النفسي وإكسابهم الخبرات المهنية وإشباع حاجاتهم المالية ومتابعتهم بالتوجيه والنصح.
وأوصى المؤتمر بإنشاء مؤسسات تعنى بجمع الحلول الإبداعية المقدمة من كافة المهتمين بمحاربة فكر التطرف وتحويل هذه الحلول إلى برامج عملية للتطبيق واقتراح الميزانيات والدعم المالي والتقني والجهات التي تقوم بذلك.
وطالب المؤتمر بتعزيز الانتماء للوطن "إذ ان الانتماء للوطن المسلم وتحقيق الأمن الفكري فيه هما من مقتضى البيعة الشرعية لولاة الأمر ولزوم الجماعة القائم على التعاون على البر والتقوى".
كما طالب بتدريس مقررات خاصة بتنمية الأمن الفكري والتعرف على أصوله وقواعده وطرق حمايته في المدارس والجامعات وخاصة في كليات إعداد المعلمين لإمدادهم بقواعد وأصول تمكنهم من تربية الطلاب وتوجيههم وفقا لمفهوم الأمن الفكري وأبعاده ومطالبه في المجتمع.
واقترح على وزارات التربية والتعليم العالي تحديث المفردات والكتب والمقررات وربطها بمتطلبات التنمية وسوق العمل وغرس حب العمل في نفوس الطلاب وتنمية روح المبادرة والإبداع فيهم سعيا للحد من البطالة والتأثير إيجابيا في إرساء الأمن ومكافحة الإرهاب.
وناشد المشاركون وزارات الثقافة والإعلام تفعيل البرامج الثقافية والإعلامية في مجالات تأهيل الأسرة بتكثيف توعيتها باستعمال الحكمة في التوجيه والإرشاد والإقناع والتأثير بالقول والعمل بما يتناسب مع روح العصر ويراعي المكان ولا يخالف ضوابط الشريعة الإسلامية.
كما ناشدوا المسؤولين عن القنوات الفضائية بوضع سياسة إعلامية بمشاركة لجان من الخبراء المتخصصين في الشريعة والإعلام لتبني أعمال إعلامية جادة تتناول المعالجة الفكرية للارهاب والإنفاق عليها وتمويلها وإنتاجها وتوزيعها لإيصالها إلى شريحة عريضة من فئات المجتمع.
ودعا المؤتمر المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية في البلاد العربية والإسلامية إلى توظيف الوسائل التقنية الحديثة في التعريف الصحيح بالإسلام وتعاليمه لاسيما فريضة الجهاد وأنواعه وإبراز حقائقه والرد على الشبهات المثارة حوله كما ناشد الآباء والأمهات في المجتمعات العربية والإسلامية الحرص على تنشئة الأبناء تنشئة إسلامية صالحة على المنهج الوسطي والقيام بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف والتطرف والاهتمام بالأساليب التربوية التي تحقق الأمن الفكري والنفسي والإشباع العاطفي للأبناء وإكسابهم مهارات الحوار وتمييز الأفكار الغريبة وتحقيق القيم السامية في محيط الأسرة وخارجها كمفهوم الوسطية والاعتدال والتسامح.
ونبه المؤتمر إلى أهمية معالجة نقاط الضعف داخل الأسرة المسلمة ومنها اختلال ترتيب الأولويات والعنف الأسري وغياب لغة الحوار والعمل على معالجتها داعيا إلى استثمار نقاط القوة في الأسرة وأبرزها الالتزام الديني والترابط الأسري وتحويلها إلى برامج عملية محركة ومفعلة للدور الوقائي للأسرة.
وحث المشاركون الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة في الدول العربية والإسلامية على إعداد برامج تنموية واجتماعية واقتصادية ومشروعات مستمرة شاملة لذوي الدخل المحدود لتأمين فرص عمل لهم أو توفير قروض صغيرة ميسرة لسد الطريق أمام استغلال المتطرفين الذين يستهدفونهم لحاجتهم المادية في أعمالهم الإرهابية. (النهاية) ن ح / ر ج