A+ A-

(الكاريكاتير) فن النكتة المرسومة... والنقد اللاذع القادر على التأثير

من اسراء جمال

الكويت - 19 - 12 ( كونا) -- انتشر (الكاريكاتير) الذي يعرف (بفن النكتة المرسومة) في العالم باعتباره فنا يتميز باتقان الوخز المؤلم الشافي عبر رسوم واشكال واضحة او تعبيرية ليقدم لغة عالمية يفهمها الجميع ويدرك رسالتها ومضامينها.
واتسم هذا الفن بخفة الدم والنقد اللاذع والقدرة على التأثير بما يفوق غيره من فنون العمل الاعلامي نظرا لما يتضمنه من تعبير عن هموم ومشكلات المجتمع يقدم في قالب مضحك ومبك في الوقت نفسه كما كان له دور كبير في الكثير من الاحداث السياسية.
وقال رسام الكاريكاتير محمد الثلاب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الكاريكاتير من الفنون التطبيقية التي ابتدعت منذ عصر الفراعنة مؤكدا اهميته باعتباره رسالة توعوية متنوعةالمجالات بسبب خصائصه التي جعلت منه الفن السهل الممتنع فقد كان له كبير الأثر في إثراء التغيرات التي حدثت في العالم العربي.
ورأى ان للكاريكاتير تأثيرا كبيرا على السياسيين والاقتصاديين حيث يراودهم نوع من الخوف جراء نتائجه فهو فن يحمل في طياته سخرية سوداء.
وبين الثلاب ان الدول التي تستوعب فن الكاريكاتير وتأثيره هي الدول التي تؤمن بالحريات ومن هذا المنطلق فإنه في الكويت "لا يوجد لدينا خطوط حمراء" مادام الكاريكاتير "لم يتعد الثوابت الدينية والقانونية" مبينا ان الكاريكاتير لوحة تشكيلية يغلب عليها الحس السياسي والصحفي.
واضاف "يجب على الرسام ان يعرف قواعد الرسم اولا وان يتمتع بالحس الصحفي وان يداوم على متابعة الاخبار لمجاراة الاحداث".
واشار الى انه كان للتطور التكنولوجي في مجال الاعلام الدور الكبير في تسهيل عملية الرسم باستخدام برامج معينة في اجهزة الحاسوب مثل (الفوتوشوب) و(الفري هاند) وغيرهما موضحا انه بفضل هذه البرامج اصبحت الرسومات "تنتهي في دقائق معدودة" عما كانت عليه في السابق.
وحول امكانية قيام جمعية لرسامي الكاريكاتير في الكويت قال الثلاب ان هذه الفكرة موجودة منذ فترة طويلة ولكن واجهتها صعوبات عديدة في التطبيق مشيرا الى تمكن مجموعة من رسامي الكاريكاتير من انشاء (تجمع) لمحبي وهواة هذا الفن. وبين ان من اسباب عدم قيام رابطة او جمعية خاصة لرسامي الكاريكاتير في الكويت هو قلة عدد الكويتيين المحترفين لهذاالنوع من الفن الصعب قياسا الى الفنون الاخرى مشيرا الى انه رغم تلك الصعوبات الا ان (تجمع رسامي الكاريكاتير في الكويت) استطاع القيام بأنشطة متعددة وفاعلة مثل اقامة المعارض وورش العمل والندوات التي تعرف الجمهور بطبيعة هذا الفن الجميل والهادف.
واضاف ان رسامي الكاريكاتير في الكويت يتواصلون فيما بينهم عن طريق التجمع اما بالنسبة للتواصل بين رسامي الكاريكاتير وزملائهم في الوطن العربي فيكون عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعية كالانترنت وغيرها. ومن جهته قال الدكتور احمد الشريف ل(كونا) ان الكاريكاتير هو وسيلة لإيصال فكرة بأسلوب فني ساخر وناقد في آن معا من خلال رسم يشير إلى حالة معينة في المجتمع ويتبنى وجهة نظر معينة وهو أيضا قيمة إبداعية وجمالية فهو كما يقال (ملح الصحافة) ويعبر عن وجهات نظر متعددة". واضاف الشريف ان هذا الفن يختلف عن الخبر فالخبر نقل لحدث معين وله شروطه ومكوناته وفنونه أما الكاريكاتير فيتبنى وجهة نظر الفنان أو المؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها ويبنى على الحدث لتشكيل رأي عام حوله أو حول القضية المتبناة.
واشار الى ان الكاريكاتير فن مستقل بذاته وليس جزءا من الخبر وفي الوقت نفسه له مدارسه وأساليبه ووسائله وبقدر ما يكون معبرا حقيقيا عن نبض الشارع يحقق غايته في التواصل مع المجتمع والنهوض به.
وفيما يخص التطورات الحاصلة حاليا سواء على المستوى التكنولوجي أو وسائل الاتصال أو على المستوى السياسي والمجتمعي والاقتصادي قال الشريف "ان الكاريكاتير بحاجة إلى مواكبة كل تلك التطورات والاستفادة من التكنولوجيا المتاحة في سرعة الانتشار لاداء الرسالة التي يريد الفنان إيصالها إلى الرأي العام الذي إن رآه معبرا عنه احتضنه وتأثر به".
واكد ان الكاريكاتير لايزال يؤدي دوره في الصحافة والاعلام بدليل أن أي وسيلة إعلامية مرموقة سواء في الصحافة أو التلفزيون أو حتى الإعلان لاتزال تستقطب وتعتمد على هذا الفن في خدمة إيصال رسالتها.
واوضح ان بعض الصحف المحلية تفرد صفحات خاصة للكاريكاتير بشكل قد يكون أسبوعيا أو يوميا لايصال رسالة للمجتمع ايا كان نوعها مضيفا "ولا نجافي الحقيقة إن قلنا ان تأثير رسم كاريكاتيري ما قد يتعدى تأثير وسيلة إعلامية بجميع طاقاتها أحيانا".
واضاف "وفي الكويت حاليا يمكن ملاحظة مرافقة الكاريكاتير في الصحف المحلية ونقده اللاذع لكثير من المظاهر السلبية بكثير من الجرأة والحرية المتاحة لدينا والتي تساعد الفنان في ذلك وتجعل تأثيره قويا".
واشار الى ان فن الكاريكاتير سلاح أساسي للتغيير ولكشف الأخطاء والعيوب ويعبر في الوقت نفسه عن أنين الشعوب وأوجاعها بسخرية ذكية تقتنص المفارقات الغائبة وتحولها إلى رسومات على شكل صدمات كهربائية.
ا ج ع / ي س ع كونا191059 جمت ديس 12