A+ A-

الشاعر عبدالعزيز البابطين يفتتح في فيرونا يوم الشعر العالمي

من مهدي النمر

فيرونا (ايطاليا) - 17 - 3 (كونا) -- أطلق الشاعر العربي الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين بوصفه الرئيس الفخري للاكاديمية العالمية للشعر هنا اليوم احتفالات مدينة فيرونا الايطالية وعاصمة الشعر بيوم الشعر العالمي وسط حشد حافل من الشعراء.
ورحب ممثل حاكم المدينة فيتوريو دي ديو بكبار بالضيوف والشعراء والدبلوماسيين وتلاه في الكلام نائب رئيس البرلمان الأوروبي جاني بيتيللا ووزير الثقافة بالمحافظة وممثلو السلطات المحلية والوطنية.
وقد ألقى البابطين كلمة الحفل الافتتاحية والتي أكد فيها دور الشعر وهذا المحفل العالمي في تجسيد معاني الخير والسلام والمحبة.
واستهل البابطين كلمته بالقول "اذا كان الشعر هو عرس اللغة حين تتبرج وتبرز أبهى مفاتنها وأدق غواياتها فان هذا الاجتماع الذي يتجلى به جمع من الشعراء وعشاق الشعر من أرجاء المعمورة حول نور الشعر والذي يتجدد في كل عام في يوم الشعر العالمي هو عرس من أعراس العالم".
وذكر الرئيس الفخري للاكاديمية العالمية للشعر أن "هذا الفن يجسد الروح في أرقى تجلياتها والجمال في أبهى صوره والحرية التي ترهن نفسها للحقيقة واللغة وهي تفاجئنا في كل منعرج من منعرجاتها" مضيفا ان الشعر الذي يعيد اكتشاف العالم "يمنحنا عيونا تبصر في الظلام ومشاعر تهتز للنسمة الرقيقة وقلبا يسع الكون بأكمله" ما يستحق الوقوف اليوم لتجديد البيعة له أميرا لأمراء الفن وملكا من ملوك الابداع وبشارة بعالم جديد أوفر حنانا وأسمى حميمية.
وخاطب البابطين الحضور من الشعراء والمحتفلين بالقول "جئتكم من بلاد العرب حيث الشعر لم يكن فنا من الفنون بل كان سيد الفنون جميعها ولم يكن تعبيرا عن الحياة بل كان الحياة نفسها ولم يكن الشعر لدى البدوي مجرد مرآة لمشاعر الانسان وخلجات الطبيعة بل كان أعمق عندما كان يجد في ايقاع الشعر في مختلف مقاماته ايقاع نفسه في همساتها وأهازيجها ويعثر بين عباراته على آماله المفقودة وسلامه الضائع ويرى في صوره الطبيعة وهي في فورة غضبها ثم وهي في رهافة رضاها".
وشدد على أن الشعر الذي "يتجاوز الراهن والآتي الى الدائم والمتصل وينفذ من الحادثة الى التاريخ ويتطلع من المحلي الى الفضاء العام هو أصلح الفنون لاعادة لحمة الانسانية والأجدر بحمل رسالة المحبة التي تنزع من كل نفس أشواكها وعقدها وتفتح في كل جدار نافذة على المستقبل".
واضاف البابطين ان "الشعر لا يعرف من المشاعر الا المحبة حين تتحول الى عشق جارف عشق لكل ما تقع عليه العين من الكائنات ومن الكون وخمائل الشعر جذورها العشق والكراهية لا تنتج من الشعر الا أعوادا هزيلة لا تظل أحدا ولا تعطي ثمرا ولا زهرا".
وتابع مؤكدا أن "الشعر وهو لغة الوجدان والايثار قادر على اختراق ما تشيده المصلحة والأنانية الحدود ليجعل من البشرية دائرة واحدة تتسع لكل اللغات والألوان والعقائد والثقافات وبالحب تصبح الآراء وان اختلفت والأديان وان تباينت ألوانا متآلفة في لوحة أخاذة".
وأشاد الشاعر البابطين بدور الأكاديمية الكبير والتزامها بأن تجعل من الشعر نداء للتآلف والاندماج بين شعراء يمثلون أطيافا مختلفة من الانسانية وهم ضميرها ليكونوا دعاة لمستقبل بلا حدود ولا أسوار وشهودا على عالم جديد بدأ يتفتح رافضا كل أحكام مسبقة وكل تقوقع على الذات أو الفئة وكل الآراء المتيبسة.
وحيا الأكاديمية التي قال انها ثمرة لفكر جديد ولعالم جديد بدأ يتخلق منذ الآن مشيدا بالقائمين عليها لادراكهم الحاجة للانتقال "من عالم محاصر بأزماته الى عالم يحاصر هذه الأزمات ومن كيانات لا تنظر الا الى نفسها الى كيانات ترى نفسها من خلال الآخرين".
وعبر الرئيس الفخري للأكاديمية العالمية للشعر ورئيس مؤسسة جائزة البابطين للابداع الشعري عن تهانيه القلبية للفائز بجائزة الشاعر اللاتيني الخالد كاتوللو وللشاعرين الكبيرين المكرمين الايطالي حائز نوبل أوجينيو مونتالي ومعه للمرة الأولى الشاعر العربي الدكتور عبدالعزيز خوجه اللذين اختيرا تتويجا لمسيرتهما الشعرية الحافلة بالثراء والابتكار.
وانطلقت فعاليات الاحتفال العالمي الذي يقام بالذكرى ال11 لتأسيس الأكاديمية العالمية للشعر مع اعلان يوم الشعر العالمي في مدينة فيرونا موطن "روميو وجولييت" والتي اختارتها منظمة اليونسكو عاصمة عالمية للشعر والشعراء وكان محورها هذا العام حول موضوع "المنظر الطبيعي" وذلك تحية للشاعر والكاتب الايطالي جورجو كابروني في مئوية ميلاده وللشاعر العظيم أوجينيو مونتالي.
ويساهم شاعر الكويت عبدالعزيز البابطين في فعاليات الاحتفالية المسائية بمقطوعة شعرية في نظم قصيدة (رنكا) المسلسلة وهي تقليد شعري ياباني قديم يشاركه في كتابتها الشاعرة الأمريكية نتالي حنضل والنيجيرية روليهوك أوديكا والياباني ياساهيرو يوسوموتو والأسترالي جيا سلفيج والفلسطيني صلاح محاميد والايطالي لويجي ناتشي.
وقد ادرجت الأكاديمية العالمية للشعر ضمن احتفالات يوم الشعر العالمي هذا التقليد المستحدث بناء على مقترح قدمه الشاعر البابطين ويقضي بنظم قصيدة يشارك في كتابتها شعراء يمثلون قارات العالم تحمل رسالة سلام وتسامح ومحبة للبشرية.
(النهاية) م ن / خ س ج كونا171702 جمت مار 12