A+ A-

اختصاصيون يؤكدون ضرورة تكاتف الجهود لتوفير البيئة السليمة للجيل الجديد من أطفال الكويت

 الكويت - 13 - 3 (كونا) -- شدد عدد من الاختصاصيين المشاركين في مؤتمر (الطفولة المعاصرة.. تنشئة سليمة.. سعادة مستدامة) على ضرورة تكاتف جهود جميع الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والأهلي لتوفير البيئة الصحية السليمة تجاه الجيل الجديد من أطفال الكويت ومتابعة مسيرة النهضة والتنمية التي أرساها الاباء والأجداد.
وقال الشيخ صباح محمد صباح السالم الصباح نيابة عن راعية المؤتمر الشيخة فريال دعيج السلمان الصباح رئيسة مبرة خير الكويت في حفل الافتتاح الذي أقيم الليلة الماضية في بيت لوذان وحضره حشد من الشخصيات العامة وسيدات المجتمع وأولياء الأمور والمهتمين بقضايا الطفل من مؤسسات المجتع المدني وجمعيات النفع العام ان الهدف من تنظيم المؤتمر هو مناقشة القضايا والمشاكل النفسية والقانونية والثقافية والأسرية التي يعاني منها الطفل الكويتي رغم توفر احتياجاته المادية.
واستهل المؤتمر بجلسة حوارية ترأستها رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل الدكتورة سهام الفريح وشارك فيها الاستشاري النفسي والاجتماعي والتربوي الدكتور كاظم ابل والإعلامية عائشة اليحي وعضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان المحامية فوزية الشطي ورئيسة الجمعية الكويتية لاولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي والإعلامي المتخصص بأدب الطفل الدكتور طارق البكري.
وبدأ الدكتور كاظم أبل بمجموعة من الأمثل والشواهد الواقعية التي تكشف الاستهتار بالقانون وأساليب التربية البالية والتعنيف المعنوي واللفظي الذي يمتد من الأسرة إلى المدرسة وحتى الشارع.
وأشار إلى أن الطفل يتأثر بكل ما يحيط به وخصوصا الإعلام والمدرسة والمناهج المدرسية مؤكدا ان اهم ما يتأثر به الطفل هو الانفصال بين الابوين والمشاكل الاسرية الناتجة عنه.
وبين أن "الأطفال يشكلون في الوقت الحالي 40 بالمئة من المجتمع وسيشكلون في المستقبل كل المجتمع دون أن نعدهم الإعداد اللازم لهذا المستقبل حيث أن 60 بالمئة من الأطفال يتعرضون للاساءة من الأب أو الأم أو الاثنين معا إضافة إلى الخدم كما أن الظروف الأسرية والتربوية المتبعة تفرز الانحرافات وانتشار المخدرات واللجوء إلى العنف".
من جانبها تطرقت المحامية فوزية الشطي إلى الجانب القانوني قائلة ان القانون الكويتي لا يتضمن نصوصا محددة تتناول العنف الأسري تجاه الأطفال وتدرج هذا السلوك ضمن قانون الجزاء الذي لا يحدد بدوره أنواع العنف والعقوبة التي تطال من يعتدي على الطفل سواء كان الأب أو المدرس وغالبا ما يقف القانون إلى جانب الآباء رغم وجود دلائل على استخدامهم للعنف مع أولادهم.
وقالت الشطي ان الكويت رغم توقيعها على الاتفاقية الدولية لحماية الطفل منذ عدة سنوات إلا أنها لم تصدر قانونا لحماية الطفل وفي حالة تعرض البنات للعنف الأسري لا يجدن أماكن يلجأن إليها هربا من الأذى فيهربن من المنازل إلى الأماكن العامة ليصبحن عرضة لوحوش الشوارع.
واكدت أن الطفل وفقا لقانون الأحوال الشخصية يكون الضحية الأولى عند طلاق الوالدين في التنازع على حضانته وسط معركة تدور بين والديه لاحتضانه وعليه الاختيار بينهما مشيرة إلى أن الإحصائيات التي يتم تقديمها من الجهات الرسمية لا تعكس الواقع لأن العنف ضد الأطفال من الأمور المسكوت عنها ولا تصل إلى الجهات المختصة.
وحول واقع الطفل في المجتمع الكويتي طالبت الإعلامية عائشة اليحى الاسرة واولياء الامور بالوقوف على مسؤولياتهم عن واقع الطفل الكويتي وطالبت باخذ الشعارات على محمل الجد مثل (أطفال اليوم.. رجال المستقبل) والانطلاق نحو العمل وبدء التطبيق الفعلي حيث ان الجهود مبعثرة وتوصيات المؤتمرات عادة لا يتم تبنيها او تطبيقها.
وتساءلت اليحى عن دور الأم الكويتية تجاه هذه الوقائع الأليمة ومتى يتخلى بعض أولياء الأمور عن لامبالاتهم وغفلتهم والتخلي عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم.
من جهتها بينت رئيسة جمعية أولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي أن الإعاقة تتنوع بين بدنية وذهنية وأن الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية أكثر عرضة للاساءة والتعنيف لأنهم لا يستطيعون التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم.
وقدمت بورسلي نصائح للأم التي تنجب طفلا معاقا من أبرزها أن تتقبل هذا الطفل من منظور إنساني بالدرجة الأولى وأن تتحلى بالصبر في التعامل معه وتحمل كامل المسؤولية التي تناسب عمره العقلي وإمكاناته الجسدية وإعطائه الفرصة للثقة بنفسه والاعتماد على نفسه ومعاملته بذات التقدير والاحترام وعدم الاستهزاء به أو التقليل من شأنه والالتزام بالتعليمات والعادات الصحية التي تناسبه.
بدوره قال الإعلامي المتخصص بأدب الطفل وصحافته ومؤلف قصص الأطفال الدكتور طارق البكري ان وسائط ثقافة الطفل في العصر الحديث تنوعت بشكل كبير ولم يعد للوسائط التقليدية الدور الأكبر في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته الابداعية المتميزة.
وأكد الدكتور البكري أن الطفل الكويتي يتمتع بكثير من المزايا الشخصية والمجتمعية فضلا عما تتميز به المؤسسات التعليمية وما يتعرض له يوميا من ابتكارات علمية وتكنولوجية فتحت أمامه آفاق الإبداع والتوسع الفكري لابعاد كبيرة مشيرا الى أهمية كل ذلك في حال تم توجيه هذه المزايا وضبطها بطريقة علمية سليمة ومبتكرة.
وأشار الى أن الكويت نشرت ثقافة الطفل على مستوى العالم العربي وبشكل خاص من خلال مجلة (العربي الصغير) وسواها إضافة إلى اعتناء الصحافة اليومية بصفحات الطفل والأسرة.
ودعا إلى صياغة منهج تربوي تعليمي قائم على الأسس الأدبية النقدية الحديثة بعيدا عن الأساليب المتكررة التي يحتاج الأطفال اليوم إلى تطويرها وتحسينها بما يتواءم مع التطور الحديث والابتكارات.(النهاية) ن س ع / ر ض ا كونا131118 جمت مار 12