A+ A-

صراع البقاء بين الحيوانات والانسان في ماليزيا..المفترس والضحية

التمساح الماليزي اصبح يشكل مصدر خطر على المواطنين
التمساح الماليزي اصبح يشكل مصدر خطر على المواطنين

صراع البقاء بين الحيوانات والانسان في ماليزيا..المفترس والضحية كوالالمبور - 27 - 4 (كونا) -- يثار تساؤل كبير حول التصرفات العدوانية المتكررة لانواع محدودة من الحيوانات المفترسة التي تعيش في ماليزيا في الفترة الاخيرة والاسباب التي جعلت تلك الحيوانات تتجرأ على مهاجمة السكان وافتراسهم في حوادث مروعة.
فقد تكررت في الآونة الأخيرة حوادث تعرض المواطنين الى هجمات من قبل التماسيح خاصة في ولايتي صباح وساراواك وغالبا ما تنتهي تلك الحوادث المأساوية بتحول الانسان الضحية الى وجبة دسمة لذلك الحيوان الذي بدأ ياخذ طابعا عدوانيا شرسا في المناطق الشرقية من ماليزيا.
وآخر تلك الحوادث المفزعة وقع يوم امس عندما لقي عامل في موقع لقطع الاخشاب في ولاية صباح حتفه بين انياب تمساح كبير في نهر (سيبو) اثناء قيامه مع ثمانية عمال آخرين باعمال تنظيف للمنطقة.
ويروي عيسى وهو احد اصدقاء الضحية الذي كان قريبا وقت وقوع الحادثة انه تفاجأ بانقضاض تمساح كبير على زميله عبد الحميد الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما.
واضاف انه تفاجأ ايضا بظهور التمساح الكبير الذي انقض على الجانب الايسر من جسد عبد الحميد وقام بسحبه الى منتصف النهر وقذف به عاليا مرتين الامر الذي ادى الى سقوط عبد الحميد على احد جذوع الاخشاب العائمة قبل ان يغوص الى الاعماق مع الحيوان العملاق.
واوضح انه لم يتمكن مع زملائه الآخرين من عمل أي شيء لانقاذ صديقهم بعد ان تملكتهم حالة من الفزع والدهشة وهم يشاهدون التصرف العنيف المباغت الذي قام به التمساح الشرس.
ولا تعد هذه الحادثة هي الاولى من نوعها فقد تكررت قبلها حوادث عديدة وكثيرة بشكل مقلق يدعو للاستغراب ازاء تصرف هذا الحيوان ففي ال19 من ابريل الجاري توفي عامل آخر بعد ان التهمه تمساح اثناء استحمامه في نهر "كولات" بمحافظة باكونغ بولاية صباح شرق ماليزيا.
لكن الانسان قد يرفض في بعض الاحيان ان يلعب دائما دور الضحية ويسلم نفسه لانياب ذلك الوحش فقد اثبت احد المواطنين شجاعة نادرة عندما تصارع مع تمساح ضخم يبلغ طوله ستة امتار في سبيل اخراج جثة اخيه من انياب ذلك التمساح وسحبه بعد ان اكتشف غياب اخيه في النهر لفترة طويلة

 - وقد نشرت وسائل الاعلام الماليزية تلك الحادثة الفريدة من نوعها الشهر الماضي مشيدة بشجاعة ذلك المواطن الذي لم يعبأ بالخطر المحدق به وخاض صراعا غير متكافيء مع التمساح استمر لعدة دقائق قبل ان ينجح في اخراج جثة اخيه على الرغم من ان التمساح كان قد مزقها الى اشلاء.
ولعل هذه القصة وغيرها من قصص كثيرة يصعب حصرها هنا وتنشرها الصحف ووسائل الاعلام الاخرى تظهر تحولا مخيفا في تصرف تلك الزواحف الضخمة التي بدأت تعزف عن افتراس الاسماك والحيوانات الاخرى مفضلة لحم الانسان لأسباب عديدة بعضها يمكن تبريره علميا والآخر يبقى عصي التفسير.
ولا يقتصر هذا التحول الغريب واختيار الحيوانات لمعاداة الانسان على التمساح فقط بل برز هذا التصرف الغريب على النمر الماليزي الذي يكثر تواجده شمال شبه الجزيرة الماليزية خاصة في ولاية كلنتان المحاذية لتايلند عندما بدأ يهاجم القرويين ويعتدي على العاملين في مزارع المطاط.
لكن بعض علماء الحيوان برروا افعال النمر بانه نوع من ردة الفعل ازاء الازعاج الذي يتعرض له هذا الحيوان النادر وعمليات قطع الاخشاب التي طالت الغابات التي تعد البيئة التي يعيش فيها النمر.
ورغم تعدد حوادث مهاجمة النمر للانسان في ماليزيا فانه من النادر ان يقدم النمر على التهام ضحيته من المواطنين وكانت اكثر تلك الحوادث مجرد تهديد من النمر الذي كان يكتفي بجرح العاملين في مزارع المطاط او قاطعي الاشجار وكأنه يوجه تحذيرا للبشر بعدم الاعتداء على المأوى الذي يعيش فيه.
لكن الخطر مازال يكمن في النمور كبيرة السن التي اصبحت عاجزة عن مطاردة الغزلان وبدأت تستسيغ لحم الانسان وتجد فيه فريسة ضعيفة من السهل اقتناصها حيث سجلت اخيرا حوادث اختفاء بعض العاملات في مزارع المطاط شمال ولاية كلنتان خاصة دائرة جلي التي عادة ما تحمل بصمات نمر عجوز بعد العثور على بقايا جثث تلك الضحايا.
وفي المرتبة الثالثة تاتي الافاعي الضخمة التي يطلق عليها بالماليزي (أولار ساوا) وتعني أفعى ساوا ويصل طول البالغة منها 12 مترا التي تختلف عن الاناكوندا في صغر حجم راسها الا انها تتمتع كباقي الافاعي بمرونة عجيبة في فكيها تمكنها من ابتلاع انسان بالغ في بعض الاحيان وقد سجلت حوادث من هذا النوع الا انها كانت نادرة.(النهاية) م م خ / ز ع ب