A+ A-

تقرير حول لعبة "الجنجفة" وانتشارها فى السعودية والخليج

تقرير حول لعبة "الجنجفة" وانتشارها فى السعودية والخليج من زيد السربل الرياض - 2 - 11 (كونا) -- تنتشر لعبة الورق او كما يحلو للبعض تسميتها بالجنجفة او الكوتشينة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول عربية اخرى بشكل مثير ولافت للانتباه كاحدى الالعاب الشعبية للترويح عن النفس وقضاء وقت الفراغ .
وتعد لعبة البلوت احدى ابرز واهم الالعاب الذهنية التى يفضل السعوديون ممارستها مقارنة بالالعاب الذهنية المشابهة الاخرى رغم انحسار اهميتها عن السابق بسبب التحولات التقنية المعاصرة . ويعود تاريخ لعب الورق عند العرب الى اكثر من 700 سنة وتختلف مسمياتها من مجتمع لاخر فمنهم من يطلق عليها الجنجفة او الورقة او ورقة اللعب كما هو فى دول الخليج اوالزنجفة وهو الاسم القديم فى السعودية اوالكوتشينة في مصر والسودان وغيرهما من الدول العربية .
وتطلق مسميات ومصطلحات اخرى للعب الورق مثل "الاسكانبيل" فى مكة المكرمة قديما و"بته" فى قطر والبحرين وباكستان والهند و "الشدة" فى دول الشام و"طاش" فى الهند وباكستان و"كارتة او كارطة" فى شمال افريقيا و"اويون كاغدي" فى تركيا .
وتقول المصادر ان اصل لعبة البلوت وهي اكثر الالعاب شعبية انتشارا فى السعودية والكويت ودول مجلس التعاون الخليجي يعود الى فرنسا نسبة الى رجل فرنسي اسمه بيلوت وهو الذي ضبط اصولها ووضع قوانينها .
وتحلو لعبة البلوت في وقت السمر ليلا ويلعبها فريقان يتكون كل فريق من شخصين ويستمر الفائز بمواصلة اللعب عند تفوقه على الفريق الاخر والحصول على 152 نقطة فيما يتنحى المنهزم عن دوره لفريق جديد اخر. ويستمر اللعب فى بعض الاحيان اوقاتا طويلة قد تستمر احيانا الى طلوع الفجر وخاصة فى اجازة نهاية الاسبوع او الاجازات الرسمية ويتخلل هذه الفترة احيانا تعليقات صاخبة وضوضاء ترتفع الى عنان السماء ويصاحبها تحد فريد من نوعه قد يصل الى ذروة الحماس يمنع احد اعضاء الفرق المهزومة من التخلى عن مغادرة جلسة السمر الى حين تحقيق الفوز او الاعتراف بالهزيمة . وتؤكد الروايات والمصادر ان ورق اللعب من الالعاب الحديثة وان اصلها اوروبى فيما ترى بعض المصادر ان ورق اللعب دخل الى اوروبا عن طريق العرب وبالتحديد من الجزيرة العربية. وفي المقابل تؤكد وثائق وروايات اخرى ان تاريخ واصل هذه اللعبة وطريقة انتشارها انحصر فى الصين اولا في الفترة مابين القرن الاول الى الثالث هجري (السابع الى العاشر ميلادي) ثم في الهند وبلاد العرب وفرنسا التي يعتقد شعبها انهم هم الذين اخترعوا ورق اللعب .
ولاوراق اللعب الحديثة مواصفات متعارف عليها تكون مقاساتها 5ر2 و 5ر3 بوصة (6و9 سم) وهي ذات رأس مزدوج لتسهيل تمييزها والتعرف عليها ولها رموز وعلامات ودلالات على الزوايا المتقابلة وتطبع على ورق كرتون او على ورق مقوى يتكون من طبقتين ملتصقتين بمادة لاصقة .
وتضم المجموعة الكاملة من ورقة اللعب 52 ورقة وهو مستنبط من عدد الكروت فى مجموعة تاروت وبمعدل 13 ورقة لكل نوع من الانواع الاربعة لورق اللعب اضافة الى جوكرين ويسميها البعض فى دول مجلس التعاون جيكر وميكر او جيكر ومسحوطة .
وتختلف الالوان فى ورقة اللعب وعادة مايطبع البستوني او الكاله (السبيت) والاسباني (الشيريا او الكلفس ) باللون الاسود ويطبع الهارت (الهاص) والديناري (الديمن) باللون الاحمر .
وتتكون كل مجموعة من هذه المجموعات الاربع في نظام الدرجات التنازلي العادي من الاكه او مايسمى بالخال والملك (الشايب) والملكة (البنت) وجاك (الخادم او الولد او الغلام) وتسعة اعداد اخرى من 2 الى عشرة .
ولايستخدم الجوكران في لعبة البلوت فيما تستخدم 32 ورقة فقط من المجموعه لممارسة اللعب وعادة ما تحتسب النقاط في الاوراق المستبعدة من اللعب وهي الاعداد من 2الى 7 في المجموعات الاربع .
ويصاحب لعبة البلوت بعض القفشات والتعلقيات والمواقف وليدة اللحظة وبات بعض ممارسيها التلفظ بعبارات تتناسب مع مجريات اللعب وخاصة عند الفوز باحدى الجولات او الحصول على مايمى بالمشروع في اللعبة .
ويؤكد مواطن سعودي من عشاق هذه اللعبة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه من المغرمين بهذه الهواية منذ اكثر من 8 سنوات ويمارسها بشكل يومي وبحدود ثماني ساعات في اليوم الواحد .
واعتبر ان المحترفين في لعبة البلوت هم فئة الاذكياء مشيرا الى ان فنون اللعبة والفوز بها يحتاجان الى ذكاء غير عادي وممارسة ذهنية فائقة ومن لاتتوفر به هاتان الصفتان فلا يمكن تصنيفه من فئة اللاعبين المتميزين وانما لاعب مكمل . (النهاية) ز ز / ن ع